قصة محسن الهزاني مع مبسم هيا
.
كان لرجل من أهل ( الحريق ) بلدة الشاعر محسن الهزاني .. فتاة رائعـة
الجمال تسمى ( هيا ) ومن حرصه عليها بنى لهـا قصـراً عاليـاً تسكنـه
وحدها ولا يدخل عليها الا خادمتها وامرأه تمشطها كل اسبـوع ؛ وسمـع
محسن بهذه الفتاة ؛ واحتال للوصول اليها ؛ وفي احـدى جولاتـه أمـام
القصر وجد أن القصر له منفذ صغير يدخل منه الماء الذي يصب من ساقيه
على بئر قريبه ؛ فلم يجد بدًّا من النزول الى البئر وصار يتعلـق بحبـال
البئر حتى دخل الى القصر وكان له ما أراد ولم يعلم أحد بما جـرى منـه
وجلس هناك ثلاث أيام ؛ وفي اليوم الرابع وبينما هو في غرفـة الفتـاة
سمع صوت أقدام فاختبأ وكان القادم هي ماشطة ( هيا ) جـاءت لتمشـط
شعرهـا ؛ فصـارت تمشطهـا ومحـسـن مختـبـأ وهــي تغـنّـي
.
.
أصفر مع اصفر ليت محسـن يشوفـه
توّه على حد الغرض مـا بعـد لمـس
.
فـلـمــا سـمـعـهــا مـحــســن أطـــــل وقـــــال
.
.
أربع ليـال ومرقـدي وسـط جوفـه
البارحه واليوم وامـس وقبـل أمـس
.
.
وهرب بعدما افتضح أمره ؛ وكان رفاقه في مجلسٍ يجتمعون فيه عـادة ؛
وكانوا قد افتقدوه لاربعة أيـام فمـا أحسّـوا بـه الا وهـو قـادم اليهـم
فسألوه عن غيابه فلم يجبهم ؛ فتحيّالـوا لمعرفـة سـرّه بـأن أوعـزوا
لأحدهم أن يذكر عنـده ( هيـا ) فلمّـا لمـح البـرق ؛ قـال أحدهـم أن
هـذا البـرق يشبـه مبـسـم هـيـا ؛ فانـدفـع محـسـن يـقـول
قـالـوا كـــذا مـبـسـم هـيــا .. قـلــت لا لا
بيـن البـروق وبيـن مبسـم هـيـا .. فــرق
ويالله .. بـــنــــوٍ مــدلــهـــم الــخــيـــالا
طافـح ربابـه .. مثـل شـرد المهـا الـزرق
لا جـــا عـلــى البـكـريـن بـنــا الــحــلالا
ولاعـاد لا يفصـل .. رعدهـا عـن البـرق
يسقـي غــروسٍ .. عـقـب مـاهـي هـمـالا
وحط الحريـق ديـار الاجـواد .. لـه طـرق
يـسـقـي نـعــامٍ .. ثــــم يــمــلا الـهـيــالا
ويصبـح حمامـه ساجـعٍ .. يلعـب الــورق
جريـت انـا صــوت الـهـوى .. باحتـمـالا
فـي وسـط بستـانٍ .. سـقـاه اربــعٍ فــرق
طـبّـيـت مـــع فـــرعٍ .. جـديــد الـحـبــالا
وظهـرت مـع فـرعٍ .. تنـاوح بـه الــورق
روشــن هـيــا .. لـــه فرجـتـيـنٍ شـمــالا
وبابٍ على القبلـه .. وبـابٍ علـى الشـرق
مـبـسـم هـيــا .. لـــه بـالـظـلام اشـتـعـالا
بيـن البـروق .. وبيـن مبسـم هـيـا فــرق
بـــرقٍ تـــلالا .. بـأمــر عــــز الــجــلالا
واثره جبيـن صويحبـي .. واحسبـه بـرق
يـا شبـه صـفـرا .. طــار عنـهـا الـجـلالا
طويلـة السمحـوق .. تنـزح عـن الــدرق
لـه ريـق .. احـلـى مــن حلـيـب الـجـزالا
واحلى من السكر .. الى جاء من الشـرق
حـنـيـت انـــا .. حـنــة هـزيــل الـجـمــالا
ينقـض ردي الخيـل .. قـد حـسـة الـفـرق
ويـــا قـلـتـةٍ .. فـــي عـالـيــات الـجـبــالا
ماهـا قـراح .. مـيـر مــن دونـهـا غــرق
مـاعــاد للـصـبـيـان .. فـيـهــا احـتـمــالا
مـن كـود مرقاهـا يديهـم .. غــدن طــرق
قالـوا تـتـوب مــن الـهـوى .. قـلـت لا لا
الا ان تتوب .. رمـاح علوى عن الـزرق
قالـوا تـتـوب مــن الـهـوى .. قـلـت لا لا
الا ان يتوبـون .. الحناشـل عـن السـرق
قالـوا تـتـوب مــن الـهـوى .. قـلـت لا لا
الا ان تتوب الشمس .. عن مطلع الشرق